كلمة رئيس الغرفة

الرئيسية عن الغرفة

كلمة رئيس المجلس

م. عائد عوني أبو رمضان

في هذا العام التاريخي، ونحن نحتفل بمئوية تأسيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة غزة، نقف بفخر أمام مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات امتدت على مدار 100 عام، شكّلت خلالها الغرفة صرحاً اقتصادياً رائداً وبيتاً جامعاً للقطاع الخاص الفلسطيني. منذ تأسيسها عام 1925

20 مارس 2025

في هذا العام التاريخي، ونحن نحتفل بمئوية تأسيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة غزة، نقف بفخر أمام مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات امتدت على مدار 100 عام مضت، شكّلت خلالها الغرفة صرحاً اقتصادياً رائداً وبيتاً جامعاً للقطاع الخاص الفلسطيني.
منذ تأسيسها عام 1925، شهدت الغرفة تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى، وكانت دائماً في طليعة المؤسسات التي تقود العمل الاقتصادي في غزة، تدافع عن مصالح التجار والصناعيين والمزارعين، وتسعى بكل السبل لدعم بيئة الأعمال وتعزيز التنمية المستدامة رغم التحديات المتعاقبة.
اليوم، ومع مرور 100 عام على هذه المسيرة، يواجه القطاع الخاص في غزة تحديات غير مسبوقة نتيجة الحرب الأخيرة، التي ألقت بظلالها الثقيلة على كافة جوانب الحياة، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية، وأثّرت بشكل مباشر على التجار وأصحاب الأعمال. ورغم ذلك، تبقى غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة غزة على عهدها، تواصل دورها بكل عزيمة، لتكون الداعم الأول للقطاعات الاقتصادية المختلفة، عبر تقديم الخدمات التي تعزز قدرة أصحاب الأعمال على الصمود وإعادة بناء مؤسساتهم، وتحسين جودة أعمالهم، والتعاون مع جميع الجهات المعنية لتحقيق التعافي الاقتصادي وإعادة إحياء النشاط التجاري والصناعي والزراعي والخدماتي، مع التركيز على تعزيز الشركات المحلية والدولية، ودعم تكاملها مع الاقتصاد الفلسطيني.
رؤيتنا للمئوية الثانية ترتكز على إعادة بناء الاقتصاد المحلي وفق أسس حديثة رقمية تواكب التغيرات العالمية، عبر تعزيز مفهوم الاقتصاد الأخضر والاستدامة، والاستفادة من الاقتصاد الأزرق في تطوير القطاع البحري، وتشجيع ريادة الأعمال كركيزة أساسية للنمو، مع تمكين نماذج حديثة مثل العمل عن بعد لمواكبة متطلبات الاقتصاد الرقمي العالمي وخلق فرص عمل جديدة. كما نضع في أولوياتنا تطوير الشركات المحلية وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه الأزمات، وربطها بفرص استثمارية محلية ودولية تساهم في تحقيق استدامة الاقتصاد الفلسطيني.
نواصل العمل على تطوير الخدمات الرقمية وتبني أحدث الحلول التكنولوجية لتسهيل الإجراءات وتحسين بيئة الأعمال، إلى جانب تعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لفتح الأسواق، واستقطاب الاستثمارات، وتوسيع نطاق التجارة الخارجية. وبالتوازي مع ذلك، تسعى الغرفة التجارية إلى حشد الجهود لإعادة إعمار القطاع الاقتصادي المتضرر، وتطبيق مفاهيم الاقتصاد المستدام في مختلف القطاعات، مع تبني استراتيجيات فعالة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتأثيراته على الإنتاج، من خلال حلول ابتكارية تعزز التنمية الاقتصادية طويلة الأمد.
ختاماً، ونحن نؤسس للمئوية الثانية من مسيرة الغرفة التجارية بغزة ، نؤكد التزامنا الراسخ بدعم مجتمع الأعمال الفلسطيني، وتعزيز صموده، والعمل بلا كلل من أجل مستقبل اقتصادي مزدهر ومستدام، رغم كل التحديات.
معًا، نحو مستقبل اقتصادي أقوى وأكثر استدامة.

أخوكم / م. عائد عوني أبو رمضان
رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة